رهينُ الرثائين
رحلتِ أختاهُ عن دنيا الشقاءِ
و ستخلدينَ في ذاتي و في دمائي
الموتُ موتي و الجثمانُ أنتِ
هل رأيتِ ميتاً يَقبلُ عزائي
يا (عائشةً ) في خلدي ويقيني
كيف تمضي الحياةُ بعدَ الفناءِ
في ربيعِ العمرِ راحَ العمرُ يبكي
يا فاتنةً عندَ همسي و بكائي
في رحابِ الحياةِ كنتِ مهجتَها
أريجاً للأرضِ وشهاباً للسماءِ
عندَ روضةٍ خضراءَ في مُحياهُ
وقفتُ داعياً بينَ دمعي ودعائي
رحمةٌ من اللهِ يا ابنةَ عباسٍ
و شفاعةُ من نبيهِ غيرُ عبساءِ
الموتُ ليلٌ و الجثمانُ سراجُهُ
.. والنورُ يسطعُ في ذاكَ المساءِ
في (رمضانِ) عتقٌ و كانَ الموعدُ
و علتْ الروحُ بين يديهِ في جلاءِ
كنتِ تبكينَ حين أُلقي رثاءي
و اليومَ تبكي كلماتُ الرثاءِ
فتعثرتْ الحروفُ في حنجرتي
والحروفُ تخطو إليَّ في صمداءِ
وركعتُ عنكِ اختاهُ في روضةٍ
علَّ القربَ من مُحياهُ رضائي
و شربتُ لكي من زمزمٍ اقداحاً
علَّ ماءَ البيتِ يروي رجائي
إلى أينَ تغدو بأمي يا خالي ؟
و تغطي جثمانَها بذاكَ الرداءِ؟
(ياسمين) : أُمُكِ اليومَ قدْ رحلتْ
كيفَ ؟ ومن سَيطهو لي عشائي؟
دعني لبابِ القبرِ اطرقهٌ
أُمي تسمعُ الآنَ صوتَ ندائي
أماهُ: أنا عندَ القبرِ واقفةٌ
من يُلبسني يومَ العيدِ ردائي؟
ومن يُسدلُ على كتفي ضفائري؟
ومن يُزينُها بالوردةِ الحمراءِ؟
ما كدتُ أنظمُ اليومَ قصيدتي
وماتَ محمدٌ في الليلةِ القمراءِ
نحملُ نعشَكَ يا محمداً بجلالةٍ
في صمتٍ جسورٍ لضريحِ البقاءِ
إلى أينَ تذهبُ بأبي يا عمي؟
أتدفنهُ في قبورنِا الجدباءِ؟
و لماذا الناسُ وكأنهمْ سُكارى ؟
و أسمعُ في الدارِ نحيبَ النساءِ
عادتْ (سمرُ) من روضتِها تسألُني
أينَ أبي فالأطفالُ مع الأباءِ؟
هذا الثرى للجميعِ يا (سمري)
أينما نذهبُ يدركْنا باللقاءِ
هذه الدنيا و الرمسُ يحصدُنا
فما تُبقي الدنيا على ورقاءِ*
مالي أرى السماءَ تصبو إليهِ
و النوحُ يئنُ بشمسِها العصباءِ
هذا رثائي لاثنينِ كليهما
يقولُهُ الأبكمُ للأذنِ الصماءِ
لنْ أُكملَ قصيدةَ الرثاءِ عنهما
فدمعي مدادٌ على ورقِ الرثاءِ
كلما أويتُ لفراشِ الشوكِ راقداً
تأتي الحروفُ من رنينِ الصداءِ
تهلُّ المنايا برهينِ الرثائينِ
إنها السكراتُ و حكمُ القضاءِ
الورقاء: الحمامة الوليدة
.............................
.............................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/08/15/235018.html