موعدُنا المساء
موعدُنا المساءُ إنْ شئتَ غدا
فالعمرُ يا حبيبي كالطيرِ غدا
غنى الفؤادُ في روضِها حبا
ثم غنَّى على رحيقهِ الندى
وأسكرتني بحنانٍ من يديها
......فأطلقتُ لراحتيها يدا
و صاغتْ على شفتيَ قصيدةً
بأحرفٍ من شفتيها صدى
طوقتُها حولَ الجيدِ قلادةً
.....فكادَ جيدُها أن يتمردَ
ليس من الحقِ أن يطولَ ليلي
وتمهلُ الساعاتُ هذا الأسودَ
لهفي على غدي بلْ أينَ غدي
فلا فجراً هلَّ و لا نوراً بدا
أسامرُ زمنَ الخطوبِ كأنني
ليسَ من شقى في الحياةِ و عربدَ
قادني القدرُ الأليمُ للعُلا
فما طابَ عيشي و نسيتُ المرقدَ
فإذا ثغرُها المفتونُ يطربُني
أنَّي ما زلتُ الحبيبَ الأوحدَ
وأني الشاعرُ الصداحُ إذا غنّى
....أبى الطيرُ أنْ يُغردَ
لم أدرِ ما الحبُ حتى لقيتُها
و بالحبِ قدْ عرفتُ المولدَ
أني أختالُ و المرايا تجذبُني
كيفَ أختارُ الرداءَ الأجودَ
لأي عطرٍ من نسيمٍ اقصدُ
و هي النسيمُ إنْ أردتُ المقصدَ
حلَّ الموعدُ و الرعشاتُ ترجفُني
يا لها من أقدارٍ تُشقي لتسعدَ
وسرتُ في الحي العتيقِ فيدنو
صوتُ (فيروز )ثم يدنو ليبعدَ
ومرتْ ثواني كالسنينِ إنما
خفقَ الفؤادُ أن تنسى الموعدَ
ثم أقبلتْ بحسنِها و هو ساحرٌ
بثوبِ حدادٍ للقاءِ فأفسدَ
بيدِها زيتونٌ وبيدِها حجارةٌ
و تسيلُ دماً يستجيرُ مسرمدا
فقلتُ مَنْ أنتِ ؟: فقالتْ أنا
أنا التي قدَّر اللهُ مسرى أحمدَ
أنا فلسطينُ و القدسُ فؤاديَ
هاكَ القلادةَ فلنْ أتقلدَ
ومهريَ القدسُ و ستبقى عروبتُها
و إنْ ظلتْ الأغلالُ لنْ أتهودَ
فأشرقتْ بين جوانحي زفراتٌ
كي أكونَ الفارسَ الأغيدَ
بيدي حجارةٌ و في قلبي سكراتٌ
ليسَ الشهيدُ مَنْ يهابُ الردى
..............................
..............................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/08/09/234572.html