سلوان

سلوان

ذكراك ِ يا سلوانَ في خَلَدي

بقايا من رمادٍ ليسَ يجدي

طيفُك هامَ في ليلِ الجوى

برقُ الحنينِ بسهدٍ و رعدِ

سجاني الليلُ بأحلامِ المنى

برسمِ المشيبِ على صدعِ خدِّي

لقدْ مضى العمرُ من زمنٍ

لقدْ مضى في حُسنِكِ الغيدِ

تشدُني الربوعُ لذكراكِ

حتى الربوع في الهوى ضدي

أقضي غربتي بعصفِ الكرى

ما بينَ دموعي و أنينِ هجدي

أتوقُ إليكِ بالروحِ هائماً

و نسيتُ في سني العمرِ وجدي

تغتالُ غربةُ الأمسِ مني

همسي و أنسي و رفيقَ عقدي

إنه حبي صرحٌ  شامخٌ

ولم يزلْ حُبكِ في نشأةِ المهدِ

هذا شوقي إليكَ يأسرُني

و الشوقُ لديكَ كصخرةِ الصلدِ

في عينيكِ كتبتُ القوافي

و كانَ المدادُ من نهرِ  وأدي

لم أزلْ أهيمُ بشذا كلماتي

و بدمائي كتبتُ ميثاقَ عهدي

ينشدُ الصبرُ لحنَ الهجرِ موتاً

ليتَ الهجرَ بعدَ الموتِ يُجدي

جُنَ الحنينُ فمن ذا يدركُني

من يُسقي بعدَ الذبولِ وردي؟

لا تقلْ كانَ عهداً و ثيقاً

و قدْ نزعَتَ سوارَ قيدي

كمْ دويتُ الحنين َبالأشعارِ

على الخزامى في رُبا نجدِ

و ناحتْ على كُربِ التذكارِ

طيورَ الدوحِ لحنينِ وعدي

غريبٌ على دنيا الجفاءْ

ضاقتْ معصماهُ بالقيدِ

أتينا إلى الدنيا غرباءْ

لا أملَ في الحياةِ بلا مجدِ

فصرْنا يا سلوانَ شهداءْ

و القلبُ من الشوقِ يستجدي

ثُمَّ تمنيتُ فاللهُ شاءْ

عنقوداً من همسكِ الرغدِ

إنْ لم يكنْ شعري حنانا

فمنْ ينظمُ الشعرَ بعدي؟
..........................

ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/08/07/234445.html