من يشتري العمر؟
مَنْ يشتري العمرَ لقاءَ نظرةٍ
تنسابُ من مقلتيها إلى خاطري ؟
همسةٌ قدْ جارتْ عليَّ بدمعةٍ
تتوارى خلفَ أحزانِ الشاعرِ
هو صمتي رغم الشوقِ يحرقهُ
ماذا أقولُ ما دامَ الحرفُ آسري
مضتْ السنون َخالياتٍ كأنها
ما تهادتْ في زماني الجاسرِ
أسكبُ الكأسَ مَن عذبٍ لثغرِها
مِن فجرٍ يهيمُ في حبٍ ثائرِ
وعدتُ إلى ذكرياتٍ في الجوى
حينَ التقينا في لقاءٍ عابرِ
قالتْ : يا مَن يحاورُني صمتُهُ
ماذا أتاكَ من دربٍ عاثرِ
فقلتُ و الصمتُ مني بلاغةٌ
أنا لن أُسدلَ يوماً ستائري
أنا ما حلمتُ أنْ أبلغَ نظرةً
و قد شابتْ في الأوهامِ مشاعري
انا ما صنعتُ من همسكِ معبدي
و لستُ الناسكَ و لا أنتِ شعائري
أنا ما جاوزتُ أمري في الهوى
لكني صنعتُ من حبكِِ أساوري
فأدمعتُ وفي عينيها أدمعي
و افترقنا لا ندري أينَ نغادرِ
كيفَ مضتْ و النيرانُ في أضلعي
أحبٌ زائفٌ أمْ عبورُ مسافرِ
لستِ شمساً مع الليالي تخبو
لستِ قمراً خلفَ غيمٍ ساترِ
لستِ بحراً والأمواجُ تُغرقني
لستِ نهراً تذوبُ فيهِ دوائري
لكنكِ الدنيا .. شمسٌ و قمرٌ
بحرٌ و نهرٌ .. و الكلُ كاسري
فيكِ جنوني و فيكِ قنوتي
غرقَ الزورقُ كما تاهتْ أواصري
كمْ تمنيتُ أحلاماً أنتِ فيها
و كيفَ الحلمُ في جفونِ الساهرِ
في عينيكِ حياةٌ من ثوايها
غربةٌ حمقاءُ سَحَقَتْ بشائري
و عدتُ إلى ذكرياتٍ في الهوى
حينَ التقينا في حياءٍ سافرِ
و انتبهنا إلى أشعارِ في النوى
كُنّا كتبناها بهمسِ سرائري
وعادَ لحنُ الصدى حتى رسمناهُ
للعاشقينَ على جناحِ الطائرِ
وقضى الزمانُ رحيقاً رشفناهُ
و انتهينا و لم أدركْ ما آخري
مضتْ السنواتُ جدباءَ و لم أرَ
بريقاً في الحقولِ أو في دياجري
مَن يشتري العمرَ لقاءَ كلمةٍ
عن حبيبٍ قد غابَ عن نظاري؟
.............................
.............................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
