فيضان
أواهُ يا زماني ضاعَ فيكَ الأجلُ
وفؤادي يغدو فتصيبُهُ العللُ
تاهتْ بي الدروبُ من خطبِ أنيني
ببقاعٍ جدباءَ ماتَ فيها الأملُ
تسخرُ الدنيا لو طابَ فيها حنيني
و ينوحُ في عذابِها الليلُ و الطللُ
لا تقلْ لي ما كانَ ماضي سوفَ نسلو
مَنْ قالَ أنّ ستارَ الحزنِ ينسدلُ
نحنُ نبكي على أطلالٍ نشيدُها
ويسفحُ الدماءَ الفؤادُ و المقلُ
ستبقى الآمالُ أكذوبةً نسمعُها
يهيمُ في شَدوهِا من بهِ خبلُ
ما كنتُ أدري أنَّ الحياةَ تُألمُنا
مَنْ قالَ أنَّ جرحَ الهوى يندملُ
كمْ حسبتُ الأيامَ سوفَ تسعدُنا
و أحملُ الأوهامَ و الأماني تضلَ
أزرعُ الوفاءَ في بستانِ الرفاقِ
و أحصدُ الأحقادَ من خليلٍ يخلُّ
الشمسُ نورٌ لو اقتربتْ تحرقُنا
أنتِ النورُ و النارُ و الشمسُ و الظلُ
الحياةُ غثاءٌ في قلبِ مدلجٍ
في عتمةِ الليلِ بآلامِ تجلُّ
الدنيا شقاءٌ كذياكَ يا عمري
البريقُ قاتمٌ و الأفراحُ تقلُّ
تسأمُ من قوافٍ كنتُ أكتبُها
و أنا القصادُ و كلماتيَ الرسلُ
تلهو بأفقي المشبوبِ قصيدةٌ
كلُ حروفِها من عذاباتٍ تهلُّ
أرنو إلى غَدي و العينُ عليلةٌ
و إلامَ ستبقى ها هنا يا ليلُ
هذى القوافي سأظلُّ أنظمُها
فمنْ مثلي ليس يهدأُ أو يكلُّ
لا منالاً يجيبُ حينَ أنشدُهُ
في دنيا الخطايا و السعدُ يولُّ
إيه يا دنيا فيكِ الرثاءُ محترقٌ؟
كمْ بكى البديعُ و البيانُ يشتعلُ
راحَ الحبيبُ و الرفيقُ من زمنٍ
أينَ الأحباءُ مع الأيامِ قدْ رحلوا
تهرولُ الرياحُ لديَ مفجعةً
من ذا الذي يقولُ أنا الجبلُ
هلَّ فيضانُ الجوى كيفَ أوقفهُ!
أي سدودٍ تحولُ عنه وما الحيلُ ؟
إنها الأقدارُ تقودُنا للخطا
نحن نمضي و لا ندري ما السبلُ
لم أرَ في الحياةِ إلا مدامعَها
ينوءُ الصبرُ عن الصبرِ ويكلُّ
كلما داويتُ عذابَ جرحٍ أدركهُ
و تأتي الجراحُ بعدَ الجرحِ و تحلُّ
إنَّ الليالي و إنْ فاضتْ بنورها
تشقى بلونِ السوادِ و تكتحلُ
حياتي محاقٌ فيها النوى يقتلُني
فكيفَ القمرُ بعدَ (سلوان) يكتملُ
اللهُ أكبرُ فوقَ الكلِ يرحمنُا
مَن قامَ يعبدُ الإلهَ و لا يصلُ
فيضانُ العشقِ لذاتكَ يا ربي
الآنَ أمضي و قدْ عرفتُ ما السبلُ
..............
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط : http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/07/30/233836.html