إليكِ ديواني
لم تزلْ الذكرياتُ تشــدو بحسنِها
لكي تراها رغـمَ البعـدِ مآقينـا
والتقيـنا بعـدَ الفـِراق من زمـنٍ
عبـرَ الديوانِ نَرويـهِ ويسقينـا
فلتقرئي الشعرَ في دمي يا عمرِي
فكمْ رويتُ بالشعرِ ليالينـا
ما زلـتُ في محرابِ عينيكِ انشـدُهُ
وأسقي الـورودَ من حبٍ يُجارينا
ستائرُ البين ِيا فـؤادي أسدلُها
كمْ كانَ البينُ بالأمسِِ يُدمينا
أنا في وحـدتي ما زلـتُ مغتربـاً
ولم تزلْ همساتُك في البعدِ تُرثينـا
تنسابُ حروفُ الشعرِ من قلبـي
وكلُ حرفٍ إذا ما تُلِيَ يُدنيـنا
أنتِ الأماني وكمْ كـانتْ تُكابدُني
وأنـا الغريبُ وإنْ ضلـّتْ أمانينا
لقدْ أبصـرتُ حدائقَ الحـبِ يا أملاً
وصدى الماضي قدْ أثوى تجافينا
كيفَ أحدثُهـا ليتَ الحرفَ يُسعفُني
فإليكِ ديواني وفيضٌ من مآسينا
أُخفي في جوانحي الشوقَ محترقاً
ويقتلنُـي الشـوقُ حيناً فحينـا
إنْ كانَ همسي في الماضي أسكبُهُ
فلأنِّي أهيـمُ في ذكـرى تلاقينـا
لقدْ آثـرتُ حديـثَ الصمـت ِمبلغَهُ
فأنا وفؤادي في مُحيـاكِ ماضينا
كأنِّي أكتبُ فـوقَ المــاءِ قافيـتي
ليتَ الموجَ بلحنِ الصوتِ يُمسينا
صبوةُ الليالي قد عادتْ إلى سفـري
وزورقُ الهجـرِ سيغدو مراسينا
فتعاليْ نعيدُ العشقَ أغنيةً
لا نشعلُ الماضي الجريحَ فينـا
فلتقرئي الشعرَ في دمي يا عمرِي
فكمْ رويتُ بالشعرِ ليالينـا
ما زلـتُ في محرابِ عينيكِ انشـدُهُ
وأسقي الـورودَ من حبٍ يُجارينا
....................................
....................................
ـ نُشر هذا الديوان فى موقع دنيا الرأى رابط :