الفراق
سجدنا للإلهِ ثناءً و دَعَونا
فقدْ بلغنا المنى بمقلتينا
و أدركنا الحروفَ و غايتَها
فتهاوى السكوتُ من شفتينا
تجاوزنا ربوعَ الأرضِ كلِها
إلى عنانِ المجرةِ و التقينا
طيبُ الأماني في رُبا الأفاقِ
وَ جودُ المنالِ وقفنا أو عدونا
سيلُ الوفاءِ في نهرهِ الدفاقِ
يروي سنابلَ الودادَ عنا
يا مهدَ قافيتي و عبقَ ياقوتي
يا نسمةَ الفجرِ الضحوكِ إلينا
لقدْ طابتْ للنجومِ رفقتُنا
و القمرُ بدرٌ و الشمسُ لدينا
كمْ بنينا للعصافيرِ أكنتَها
لترفرفَ عندَ اللقاءِ علينا
و ملأنا الأوتارَ بلحنِ شادي
ورحلنا خلفَ الغمامِ و شَدَونا
و زرعنا الأقحوانَ في كلِ وادي
و إذا ما جاءَ الخريفُ بكينا
لكن َالأقدارَ تمضي للنوى
فقدْ جفَّ الحنينُ كلُهُ وغَدوَنا
و التقينا غريبينِ أيَمَا لقاءُ
تسرقُ النظراتُ منا كلينا
قالتْ : قصةً ما لها انتهاءُ
فراقٌ يتبعهُ لقاءٌ بوجنتينا
فلا فراقٌاً آت ٍ .. و إذا مِتنا
يجمعُ قلبي عندَ الموتِ لحدينا
قمْ نشعلُ القلبينِ نارا
علَّ النيرانَ تطفئ نارينا
فموجُ حبي ما زالَ مدرارا
هيا ننقشُ على الماءِ حرفينا
كمْ جرى النهرُ على ما كتبناهُ
و قدْ لفَّ العبابُ بمقلتينا
لا يا عشقاً و في دمي ذكراهُ
كُتِبَ الفراقُ ولا رداً أبينا
و حلَّ على الشرفةِ حزنُ الردى
فقد ضاعتْ سلوانُ من يدينا
..............................
..............................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/08/14/234931.html