الرحيل
حانَ الرحيلُ وكُتِبَ المسيرْ
في لجةِ البحرِ و نارِ الهجيرْ
هل تسمعينَ أنينَ صمتي؟
أنينُ صمتي يدَّوي في الهديرْ
أسافرُ و الأيامُ أنا وحدي
كعصفورٍ مع القيودِ يطيرْ
عشتُ أفتشُ عنكِ و عن ذاتي
و دربُ الليل ِطويلٌ عسيرْ
فلا رجائي أنتِ و لا أنا آتٍ
كلُ ما فيكِ يا دنيا نذيرْ
يا امرأةً جاوزتْ حدَ القمرِ
و جنونِ المطرِ و همسِ العبيرْ
سـوف أغدو من سَفرٍ إلى سفـرْ
من خطب البشرِ والعمرُ قصـيرْ
إذا رحلتُ قدْ لا أعود
إذا رحلتُ لن أعود
إلا إذا عادَ الإنسانُ طليقْ
من الرزايا و الجدبِ السحيقْ
لا الدارُ داري و لا أنتِ قراري
و خلفَ المرايا لا يوجدُ رفيقْ
حتى الصمتُ لا ينطقُ أشعاري
أبداً.. لا يطفئُ الجمرُ حريقْ
سبلُ الرحيلِ إنْ ساءتْ ملامحُها
فلكلِ هجرٍ في الدنيا طريقْ
إنَّ الذئابَ إنْ جرتْ مدامعُها
فكلُ الوسائلِ للمرامِ تليقْ
فكمْ اخشى من تجودُ مدامعُهُ
و َمن كانَ عذبَ الكلماتِ رقيقْ
هو الرحيلُ لا أبالي غيرَهُ
أبداً.. لا يدركُ الموجُ غريقْ
إذا رحلتُ قدْ لا أعود
إذا رحلتُ لن أعود
شاءَ القدرُ و بالهوانِ يجودْ
إلى متى بقائي إلامَ الصمودْ
أذنباً أتيتُ أم سكرةَ الردى
كلما زرعتُ وصلاً أجني جحودْ
أُكـرمُ البرايا والكـرمُ سُـدى
وأصنعُ المعروفَ وألقى صدودْ
كمْ رويتُ و ماءَ النهرِ أسكبهُ
نفدَ النهرُ وما حصدتُ ورودْ
أنا ابن المجدِ و لستُ أبلغُهُ
كميثاقِ عهدٍ بغيِر بنودْ
دروبُ المعالي كيفَ أدركُها
فوق المنايا وفوقَ السدودْ
فيا منيةَ الروحِ و غايتهَا
أينَ الإنسانُ و متى يعودْ؟
إذا رحلتُ لن أعود
إذا رحلتُ لن أعود
إذا رحلتُ لن أعود
.....................
.....................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :